يُعرَف الشّعر بأنّه الكلام الموزن المُقفَّى، أي الكلام الذي ينتهي على نفس الوزن والتّفعيلة، وهو كلام يَنظمه الشّاعر للتّعبير عن مشاعره وأحاسيسه، وأيضاً لطرح مُشكلة مُعيّنة مع حلّها، أو انتقاد مُشكلة أو ظاهرة مُنتشرة في المُجتمع بشكل عامّ. يتميّز الشّعر بقوّة التّعبير، وجمال ودقّة الوصف، ورتابة الكلمات، وعمق المعنى المُراد، ويُكتب الشّعر على شكل قصائدَ شعريّةٍ مُكوّنةٍ من عدّة أبيات موزونةٍ.[١]
علم العَروض الشعريّعلم العَروض هو علم أوزان الشّعر، ويُسمَّى بالميزان الشعريّ، وهو علم يحتوي على القواعد والضّوابط التي وضعها مُؤسِّسه الخليل بن أحمد الفراهيديّ والذي وُلِدَ في عُمان ثم انتقل إلى البَصرة في العراق في عام 100 للهجرة وتُوفّي في عام 174 للهجرة. تختلف المَقولات بشأن تسميته بالعَروض؛ فيُقال بأنّه سُمِّي بالعَروض تيمناً بمَكّة التي تعترض وسط البلاد، أو بالجمل صعب التّرويض الذي يُسمّى بالعَروض، وقد اعتبر العُلماء علم العَروض هو الميزان الذي تُعرَض عليه الأبيات الشعريّة لمعرفة صحّة أوزانها الشعريّة، ويقوم علم العَروض على أساس التّفعيلات المُكوّنة للبحور الشعريّة عن طريق الكتابة العَروضيّة والتّقطيع الشعريّ، أمّا بيت الشّعر فهو عبارةٌ عن مجموعة من الكلمات المُركّبة تركيباً صحيحاً وموزونةً حسب القواعد في علم العَروض، حيث تُكوّن هذه الكلمات وحدةً موسيقيّةً، وفي المُقابل يكون هناك تفعيلات مُعيّنة يُبنى عليها البحر الشعريّ للبيت، وسبب تسميته بالبيت نسبةً الى بيت الشَّعر؛ لأنّه يضمّ الكلمات كما يضم البيت أهله وسُكّانه.[٢]
القصيدة الشعريّةيُسمّى النصّ الأدبيّ في القصيدة إذا كانت تحتوي أكثر من 7 أبيات شعريّة، ويكون شكل القصيدة تبعاً لنوع الشّعر؛ فتكون عموديّةً في الشّعر العموديّ، وعلى شكل أسطر مُتتابعة في الشّعر الحُرّ. وللقصيدة مَعاييرُ مُعيّنةٌ منها:[٣]
القافية من أهمّ مُميّزات الشّعر في اللّغة العربيّة، والقافية تعني لغةً مُؤخّرة العنق أو القفا، وقافية الشّيء هي آخره، وقافية البيت الشعريّ هي آخر حروفه، وفي أدقّ تعريف للقافية قول أحمد الفراهيدي مُؤسّس علم العَروض الشعريّ: (إنّ القافية هي الحروف المَحصورة بين آخر ساكنين مع المُتحرّك قبل السّاكن الأول في البيت، ولها نوعان هما القافية المُطلَقة والقافية المُقيّدة).[٤]
بحور الشّعر العربّييُعرَف بحر الشّعر على أنّه وزن خاصّ يعمل على تنظيم أبيات القصيدة، وعدد هذه البحور هو ستة عشر بحراً، حيث قام الخليل بن أحمد الفراهيدي بوضع خمسة عشر وزناً سُمِّي كلّ منها بحراً، وسُميِّت بحور الشّعر بهذا الاسم لأنّها أشبّه بالبحر الذي يُغرًف من مياهه ولا ينتهي، ثم جاء تلميذ سيبويه، الأخفش الأوسط، وزاد عليها واحداً حتّى أصبحت ستّة عشر عندما تدارك به ما قام به الخليل، فقام بتسميته بالبحر المُتدارَك.[٥]
تُقسم بحور الشّعر العربيّ إلى قسمين اعتماداً على أداء الشّعراء، وهي كالآتي:[٦]
كتب الشّاعر الكبير صفيّ الدّين الحِليّ قصيدةً لتسهيل حفظ مفاتيح البحور الشعريّة والتّفعيلات الشعريّة بشكلٍ سهل ورائع، وأبيات القصيدة هي:[٨]
طَوِيلٌ له دُونَ البُحُورِ فَضَائلُ
فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنلمَدِيدِ الشعرِ عِنْدي صِفَاتُ
فاعِلاتُنْ فَاعِلُنْ فاعِلاَتُنْإن البَسِيطَ لَدَيْه يُبْسَطُ الأمَلُ
مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْبُحُورُ الشعْرِ وافِرُها جَمِيلُ
مُفَاعَلَتُنْ مُفَاعَلَتُنْ فَعُولُنْكَمَلُ الجمالِ من البُحُورِ الكامل
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْعلى الأهْزَاجِ تَسْهِيلُ
مَفَاعِيلُنْ مَفَاعِيلُنْفي أبْحُرِ الأَرْجازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْرَمَلُ الأبْحُرِ تَرْوِيهِ الثقاتُ
فَاعِلاَتُـنْ فَاعِلاَتُـنْ فَاعِلاَتُـنْبَحْرٌ سَرِيعٌ ما لَهُ سَاحِلُ
مُسْـتَـفْعِلُنْ مُسْـتَـفْعِلُنْ فاعِلُنْمُنْسَرِحٌ فيه يُضْرَبُ المَثَلُ
مُسْـتَـفْعِلُنْ فاعِلاَتُ مُفْتَعِلُنْيا خَفِيـفاً خَفتْ بهِ الحَرَكَاتُ
فَاعِلاُتُنْ مُسْـتَـفْعِلُنْ فَاعِلاُتُنْتُعَد المُــــضَارَعَاتُ
مَفَاعِــيــلُنْ فَاعِلاُتُنْاقْــتَضِبْ كمـا سَــألُوا
فَاعِلاَتُ مُفْـتَـعِلُنْاجتُـثـتِ الحـركاتُ
مُسْـتَـفْعِلُنْ فَاعِلاُتُنْعنِ المتقاربِ قالَ الخليلُ
فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْ فَعُولُنْحَرَكاتُ المُحْدثِ تنتقل
فعِلُنْ فعِلُنْ فعِلُنْ فعِلُنْ المراجعالمقالات المتعلقة بمن وضع بحور الشعر